في رحاب الحرف، وتحت ظلال البيان، أشرقت المدرسة الثانوية الشاملة بيومٍ من أيام المجد، يومٍ تهادى فيه الضاد مزهوًّا ببهائه، شامخًا بفصاحته، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية؛ يومٍ جاء قِمّةً تتويجية لأسبوعٍ حافلٍ بالعطاء، زاخرٍ بالفعاليات، عامرٍ بالمحاضرات القيّمة التي غذّت العقول وأيقظت القلوب.

كان أسبوعًا تُلي فيه البيان تلاوةَ المحبّ، وتدارست فيه العربية دراسةَ العارف، فشهد محاضرات علمية رصينة كشفت عن مكانة اللغة العربية، وأبرزت قيمتها الحضارية، وعمقها العلمي، ودورها الخالد في بناء الإنسان والفكر. كما احتضن مسابقاتٍ لغوية أشعلت جذوة الحماس، وأضرمت نار التنافس الشريف بين الطلبة، فجعلت العربية قريبةً من قلوبهم، محبّبةً إلى نفوسهم، حيّةً في ألسنتهم وأقلامهم.

وفي كلمته الجامعة، أكّد الأستاذ أحمد على عظمة اللغة العربية، وأنها ليست مجرّد أداة تعبير، بل وعاء هوية، وجسر حضارة، ولسان أمةٍ بها قامت، وبها سادت، وبها تحفظ ذاكرتها وكرامتها. كما ثمّن عاليًا جهود القائمين على هذا اليوم المبارك، مشيدًا بعطاء طاقم اللغة العربية وطاقم التربية الاجتماعية، الذين أحسنوا الإعداد، وأجادوا العطاء، فكان عملهم شاهد صدقٍ على إخلاصهم وانتمائهم.

واختُتم هذا اليوم المشرق بتوزيع الجوائز التكريمية على الطلبة المشاركين في المسابقات، في لفتةٍ تفيض تقديرًا وتشجيعًا، وتؤكد أن العطاء لا يضيع، وأن من خدم الضاد استحق التكريم.

هكذا كانت الشاملة… منبرَ بيان، وموئلَ فصاحة، ومدرسةً تقول بالفعل قبل القول:

إن العربية باقية ما بقي في هذه الأرض قلبٌ ينبض، ولسانٌ ينطق، وعقلٌ يعتز بهويته.